-A +A
سعود الجراد
جماعات الإسلام السياسي، استغلت وتستغل وجود الجمعيات الخيريـة وحاجات الناس وظروفهم الاقتصادية البائسة في كسب المريدين في طول وعرض البلدان العربية والإسلامية.. فالجائع آخر تفكيره واهتماماته في الديمقراطية وحقوق الإنسان. أنه يفكر في حاجاته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن.. وعلى سبيل المثال: في مصر، وفي عهد حسني مبارك، ومع تفشي البطالة والفقر، وانعدام الحلول الحكومية الجادة، قامت جماعة الإخوان المسلمين باستغلال ذلك، بالوصول إلى المعدمين والفقـراء في المدن والقرى والنجوع المصرية، عن طريـق العمل الخيري، الذي جعلهـم يبنون شبكة معلومات، ويشيدون قاعدة جماهيرية، ويكسبون ولاء وثقة تلك الشريحة العريضة، وهي من سياسات مؤسس الجماعة (حسن البنا)، والذي جعل أصواتهـم بالتأكيد تذهب لأهل (الخير ) في أي انتخابات رئاسية وبرلمانية، وبالمال الوفير والخدمات المقدمة لأولئك البائسين، يكون الولاء للجماعة بدون قيد أو شرط.. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( لو كان الفقـر رجلا لقتلته).
ورأينا وقرأنا في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، أن جل المعتصمين قدموا من خارج القاهرة، وبعضهم كان بلا عمل، ويقبضون يوميا مبلغا من المال في حدود مائة جنية مصري، كما كان يقدم لهـم الزاد والملبس والسكن المجاني.. وغير ذلك من عمليات غسل الدماغ، كالقول بأن الملائكة ستقاتل معهـم في لحظات فك الاعتصام!

وبالمال الذي يتدفق على الجماعة من هنا وهناك، يجعل حتى شراء الأصوات غـير النظامية في كل القوانين الدستورية أمـرا ممكنا، وهو حسب رأي بعض المراقبين وقعت حالات شراء أصوات في الانتخابات الرئاسية والدستوريـة المصريـة في عام 2012 .. وبالمال أيضا يتـم جلب الفقراء بسيارات نقل خاصة في يوم التصويت.
ذات لقاء مع بعض الأصدقاء، قيل الكثير من الحكايات في كيفية جمـع التبرعات، فقيـل إن أحدهم جمـع (65) ألف ريال، من مسجد واحد، بعد صلاة عصر، وذلك من أجل الجهاد الأفغاني..
الشاهد: إن جماعات الإسلام السياسي أو المتعاطفين معهـم، يستغلون سخاء أهل الخير والزكوات وعوائد الوقف الخيري والحروب وعواطف الناس الجياشة، في جمـع الأموال وتوظيفها سياسيا، وربما في وصولها إلى بعض الجماعات الإرهابية، ونحن رأينا فيما مضى بوصول بعض تلك الأموال إلى شبابنا المتطرفين في حربـهـم ضد وطنهـم!.